قوامة بالعبيد على الدين المعروفة بوعد قدة
بالتاكيد سمعتوا عنها في المجالس
وقرأتوا عنها في كثير من المنتديات
ولكن وجودها في باقي المنتديات لا يغني عن ذكرها في منتديات بالعبيد
بل مكانها في هذا المنتدى وهو الاولى بذكر تاريخ القبيلة وتدوينه
قبل الدخول في قصة القوامة سأذكر بعض الاسماء للتوضيح
الباسلوم : قبيلة من ال هميم من بالعبيد
الباكرشوم : قبيلة من الديّن
البامجيمر : قبيلة من المشاجر
قده : منطقة بامجيمر وتقع بين بالعبيد والديّن
الباطوق : مشايخ يرجعون للعمودي ويسكنون الهجارة منطقة بين ال هميم والمشاجر
العناب : شاعر بالعبيد الكبير ويرجع لقبيلة المفلح من ال عبدالله التي تتكون من الباحميد والبادخن وال مفلح
المهتكب : حيود وديان عرماء ودهر
الشاعر : الشاعر غير معروف اسمه لذى اكتفيت بذكر الشاعر
بالعقل : من الباكدم من الباكرش بالعبيد
بامسلم : قبيلة من المشاجر
القصة:
حدث خصام بين قبيلتي الباسلوم من ال هميم والباكرشوم من الدين بسبب محاولة الباكرشوم نهب غنم الباسلوم
الذين سكنوا احدى الشعاب القريبة من ارض الدين وزادت الخصومة
حتى وصلت الى الاشتباك المسلح بين الطرفين فقتل رجل من كل جانب
ثم تدخل المشايخ الباطوق وتمكنوا من وقف الاشتباك بين الطرفين
ولان مكان الاشتباك كان في منطقة بدو وكان المكان بعيد عن ارض الباسلوم وارض الدين فقد نقل القتيلين على ظهر جمل واحد
ولم يعتدل توازنهما على ظهر الجمل فقد كان باكرشوم اثقل من باسلوم فطلب الباكرشوم عدل عند الحكم باهيصمي والمقدم باكرشوم مقدم الدين في العيب
وقد ادعى الباكرشوم ان صاحبهم قتل في وقت صلح وكان الطرفين قد اتفقا على صلح لمدة شهر
و حدث الاشتباك في منتصف ليل اخر ليلة من الصلح وكان باسلوم هو الذي بادر بقتل باكرشوم
ثم ادعى الباكرشوم ان القتل حدث قبل منتصف الليل وبهذا يكون باسلوم عاب في الديني
وقال الباسلوم ان القتل حدث بعد منتصف الليل اي بعد انتهاء مدة الصلح وبهذا يبراءون من العيب وتعادلوا على هذا الامر
على ان يكون مكان الوعد في قدة بلد بامجيمر المشجري والتي تقع في الحد الفاصل بين ال هميم والدين
وقد كان باسلوم فتى صغير وباكرشوم رجل كبير ومن كبار عقالهم ولذى كان يرى الباكرشوم ان الرجلين ليسا اكفّا ولم يستطيعوا قول ذلك صراحة
فوجدوا لهم مخرج وقالوا ان صاحبهم اثقل وبذلك يرون ان باسلوم اقل منه ولم يقبلوا رجل برجل
والى هذا يشير شاعر بالعبيد حين قال
انك تبا القرشين في الكفه سوى
ولا لبا الموسم معي صرابه
وفي يوم الوعد حضر اثنى عشر رجلا من ال هميم
منهم الحكم علي بن عمر باهيصمي ولد الحكم عمر بن عبدالله الذي ارسله والده ليقود الوفد في ذلك الوعد الى قدة عند بامجيمر
وحضر سبعين رجلا من الديّن
وحينما رأى باهيصمي هذا الجمع الكبير من الديّن
قال لباكرشوم: جيت منكف او جيت للبداه (يقصد هل اتيت لحل المشكلة ام للقتال)
فرد باكرشوم وقال : جيت له كله ياحكم
صمت الحكم باهيصمي ثم عاد الى اصحابه وقال لهم ان الديّن أتوا للشر ارسلوا الصياح لبالعبيد واخبروهم ان الحكم محاصر في قدة واحذروا ان يشعر بكم الديّن
ثم اراد بامجيمر ان يوفق بين الطرفين في القضية كونهم ضيوف عنده واخذ يشاور الطرفين فتظاهر باهيصمي بالمرض
وكلما اتاه بامجيمر لكي يعرض عليه قول الدين طالبا منه الجواب اخذ يسوف ويماطل ويقول غدا...غدا..
وكان هدفه التاخير حتى وصول قبيلته كي يكون موقفه امام خصمه اقوى
واستمر على هذا الحال ثمانية ايام
وفي عصر اليوم الثامن اقبلت قبائل بالعبيد من كل حدب وصوب
من اطراف العبر من الرمال من الوديان من السيطان
اتوا من اطراف الرمال ومن الهضاب ومن سفوح الجبال
زحفوا من قيعان الاودية ومن السهول ومن اعالي وقمم الجبال
فلما راى بامجيمر حشود بالعبيد مقبلة دخل على باهيصمي
وقال له : قم ياحكم دواك حصل حينها عرف بامجيمر ان باهيصمي كان يدعي المرض حتى وصول قبائله
ثم اصطفت بالعبيد وسلموا على الحاضرينفبادرهم الشاعر احمد سالم بامجيمر مرحبا فقال:
صحيت وهمك ياعلي من بعد ما أنته مشتكي
باتشوفك الليلـه غنـي بعـد الليالـي لولّـه
من هو معه ساعد قوي والله ولو هو خارجي
لا سالت اشعابه تجي وتجيب جلجل والجله والمعنى واضح يقول الشاعر انك كنت تشتكي قلة الرجال
واليوم اصبحت غني بهم وهذا حال كل من معه اخوان كثر و اقوياء
فدخل العناب من ال عبدالله وكان مع الوافدين من بالعبيد فقال:
أربعمائة شفّت حيود المهتكب
في أطرافها سبعه مـن الخيّالـه
هذي سبور القـوم ياباهيصمـي
من حب صافي يرغب الكيّالـه
والمعنى واضح يخاطب الشاعر باهيصمي ويفتخر بان خيرة الرجال اتوا لتلبية النداء
وماهم الا (سبور) القوم اي بداية القوم وذكر الشاعر للاربعمائة لا يعني ان هذا هو عددبالعبيد الذين حضروا
هؤلاء فقط الذين من عرماء ودهر وبالتاكيد ان باقي قبائل الوديان والسيطان اكبر من هذا العدد
ثم دخل شاعر الباكرشوم الدّيني فقال:
ياذي تخبّرني مـن سيـوب القبلـه
عارض في المشرق خصيب ارساله
صـوت المهـوّك لا سمعتـه يعجـب
نحنـا مقايـيـس الـبـلاء وأشعـالـه
والمعنى يوجه الشاعر كلامه للعناب ويقول اننا لا نقل عنكم ياقبائل القبلة وبالعبيد تقع في القبلة بالنسبة للدين وطبعا يفتخر بربعه
فرد عليه شاعر بالعبيد العناب فقال:
خائف على الريدة معا حلا نها
من مقدم العسكر ومن عواده
اهل المردف والخيول السبق
ذي يأخذون الفيد على الفيادههنا يهدد العناب الدين ويصف بالعبيد بعدة اوصاف قوية
فرد عليه باكرشوم شاعر الدين فقال:
من دونها ذي يوسعون المحزر
با يقرعونك منها غصبيه
عرب مداويكم لكم منفر
من اهل الفرنجيات والحسنيه
يرد على التهديد بتهديد
فقال العناب :
هاجسي يلعبي وانا العبه لعب
لاحلقوا لزنان ملقي لة عنان
مسكين يامن هو قصير سارعه
يمسي يدور وين بايلحق كنان
يفخر بشعره ويستمر في التهديد
فقال باكرشوم:
باقول ياحيا ويا حيا بكم
باقول حيا با لقشاع الموفيين
ان شي وقع لي فصل من عند الحكم
ولا وقع في الجول ذا دنيا ودين يحاول تهدية الوضع شاعر الدين فيرحب ببالعبيد ويمدحهم ويزيد في مدحهم ثم يطلب من الحكم الفصل في القضية قبل ان تصل الى القتال
قال بالعقل من الباكدم من الباكرش بالعبيد:
هون خطمها ذي حلاله في الخبه
لما تهواهم عوض وصحابه
انك تبا القرشين في الكفه سوى
ولا لبا الموسم معي صرابه
يقول الشاعر ان الباسلوم (الذين يسكنون الخبه)تهاونوا معكم في قبولهم بالعدل فأن اردت ان يكون الرجل بالرجل او الحرب والقتال
ويهدد بقطع الاعناق(صراب الرؤوس) تهديد شديد اللهجة
فرد عليه باكرشوم فقال:
وش جاب حلان الحناك المغمره
وش جاب بن لشبن وناصر بن بجير
لا با تطوف الرعو ذي في اشعابنا
من دونة اهله ذي يجالون الذخير وهنا يشرح الشاعر اساس المشكلة ويقول انكم انتم الذين اتيتوا الى (شعابنا) ارضنا واننا سندافع عن ارضنا
وكما اجتمعت كل بالعبيد فاننا سنصيح في باقي الدين
وبن لشبن وناصر بن بجير من البادخن ويستنكر الشاعر حضورهم من ارضهم البعيدة
فرد عليه العناب وقال:
انتة مريض في حدود اهل السلب
تزجيكم الريدة بدارات العضيد
باهيصمي لاجات ميلة منكم
ماعزه الا من قبيلة بلعبيد
يهدد الشاعر ويقول انك لاتعرف اهل( السلب)السلاح وان عز باهيصمي من قبيلة بالعبيد وانهم خلفه ولايرضون ان يهدده احد
فقال باكرشوم:
صالح قتل صالح بسالم باعمر
وحنا قفا اللغوا تصيب او ماتصيب
والتالية عند الهميمي باتقع
واللة لا باسير دور للجنيب
يذكر الشاعر ان الرجل بالرجل فان حصل القتال وقتلت بالعبيد احد من الدين فان خصم الدين وغريمهم الهميم
ولن يبحثوا عن باقي قبائل بالعبيد البعيدة عنهم
فتدخل شاعر غيرمعروف فقال:
صالح قتل صالح ب سالم باعمر
واحنا قفا اللغوا تواردناحقوق
من هو يبا المشنون عند الصيرفي
وان هو يبا غير القدي مابيذوق
الشاعر غير معروف لنا اما في حينه ولاهل الحدث لاشك انه معروف وقصده معروف لديهم
وهنا دعوة لكل من يعرف القائل والمعنى او من يستطيع البحث فليفعل فهذا تاريخنا نريد تدوينه بكل امانه وشفافية ووضوح
ثم دخل شاعر اخر غير معروف ايضا فقال:
باقول عند اللة وعندك ياحكم
شف بامسلم كسر المجماره
ذي خالفت يدة لباها تنقطب
ديرو على يمناة ولا يسارهوماقيل عن الشاعر السابق يقال عن هذا
اما المعنى اعتقد ان الشاعر يتهم البامسلم باثارت الفتنة والتحريش بين الطرفين
فرد بامسلم من المشاجر فقال:
يحماني اللة لا كسرت المجمرة
لااشي من ايداتي تقع معثاره
قدها عوايد من زام اولي
من مات في الدنيا تشيع اخباره
وهنا ينفي التهمة الشاعر بامسلم ويقول ان من مات ستنتقل اخباره ونقل الخبر ليس فيه تحريش
ثم ختم الشاعر احمد بن سالم بامجيمر القصيد بالحكم بين القبيلتين فقال:
بعطيكم الحكم المنيع الوافي
بحكم بخمسة وافية من داره
ان مر بالخمسة بري من فعلها
وان هاب قد صابت جميع اخساره
وهنا حكم الشاعر بين القبيلتين وكان هو الذي بدأ بالترحيب
ثم ختم بالحكم وقبل الطرفين الحكم
وانتهت القضية قبل دخول القوم